آخر المواضيع

الاثنين، 25 مارس 2019

الحب الغير مشروط - كبسولات تربويه


الحب الغير مشروط


وهل يوجد مثل حب الصغار في حبهم

كم يغيظني وأنا صغير أن يسألني أحد :

لماذا تحب بابا ؟ ولماذا تحب ماما ؟ فكنت أعتبر هذا السؤال سؤلا استفزازيا من الدرجة الأولى فلم يكن عندى سبب ولا أحتاج لو جود سبب لأحبهما أحبهما فقط لأني أحبهما هذا هو حب الصغار حب غير مشروط وغير مبرر ويبدو أنني قد اكتسبت هذه العادة المستفزة فأخذت أسأل ابني وابنتي لماذا تحباني ؟ ولماذا تحبان أمكما ؟ فنظرا إلىّ في دهشة وقالا لأنك بابا ولأنها ماما !!! فهل يمكنني أن أحب مثل الصغار أسوأ ما يصيب الإنسان أن يكون بلا حب أو بلا عمل قرأت عن دراسة قامت بها إحدى المؤسسات الغربية فتم توجيه سؤال إلى مجموعة كبيرة من الأطفال وكان السؤال حول مفهوم كلمة الحب بالنسبة لهم وقد خرج الأطفال بتعريفات عجيبة عجيبة غريبة لعل من أفضلها ما جاء في الإجابات التالية .. عندما أصيبت جدتي بالتهاب المفاصل لم تكن تستطيع أن تنحنى لتضع طلاء الأظافر على قدميها فكان جدي يقوم بذلك لها كل مرة على مدى عدة سنوات حتى بعد أن أصيب هو بالتهاب المفاصل في يديه لم يتوقف عن القيام بذلك لها هذا هو الحب كما أراه " ربيكا 8 سنوات " فقد رأت هذه الصغيرة الحب في إسعاد الآخرين وبذلك العطاء من أجلهم عندما يحبك شخص ما فإنك تشعر أنه ينطق اسمك بشكل مختلف عما ينطقه بقية الناس إنك تشعر أن اسمك بأمان في فمه " بيلي 4 سنوات " أما هذا فقد رأي الحب في الإهتمام والتودد وإن كان لم يستطع أن يعبر عن ذلك صراحة لكن حديثه عن نطق الاسم بشكل مختلف عن بقية الناس ما هو إلا حديث عن الإهتمام والتودد الحب هو عندما تخرج مع أحدهم وتعطيه معظم البطاطس المقلية الخاصة بك دون أن تلزمه بأن يعطيك البطاطس الخاصة به " كريسى 6 سنوات " وهذه رأت الحب في التضحية بأعظم ما تملك وهو البطاطس المقلية دون انتظار المقابل الحب هو أن تضع أمي القهوة لأبي ثم تأخذ من رشفة بالملعقة لتتأكد أن مذاقها لذيذ " داني 7 سنوات " أما هذا فقد رأي الحب هو المشاركة في الحياة ولذلك فإن من يبحث عن تعريف الحب هو كمن يبحث عن لون للهواء ولن يشعر بالعمى الحب هو الحب ولا تعريف له فهل أحب بمثل هذه الطريقة ؟! ذات يوم كنت أقود سيارتي ومعي ابنتي الصغيرة وقد اقتربت من البيت وعندما توقفت بالسيارة أمام البيت وهمت بالنزول أردت أن ألاعبها فقلت لها انتظرى : فنحن لن نتوقف فنظرت إلى بدهشة وسألتني لماذا فقلت لها وقد تعمدت تغيير صوتي لأني سأخطفك .. فوجدتها تسند رأسها على كرسى السيارة وتقول في هدوء واستسلام اخطفني فانتبهت وقد أثارني هدوؤها فقلت لها الا تخافي فقالت بلا مبالاة وكأنها تشعر بالملل من هذا الحوار العجيب : أنت بابا لماذا سأخاف فقلت وقد أثارت انتباهي أكثر فأكثر لن أعيدك لهذا البيت مرة أخرى فضحكت وقالت ألن تكون معي وأنت بالبيت !! حقا أنا البيت أنا البيت لها ما طبيعة هذا الحب " العيالي " أيكون هذا هو الحب المطلق الذي يبحث عنه البشر منذ بداية الكون فالأطفال عندما يحبون لا يعرفون هدفا لحبهم ولا غاية لا يعرفون سببا لحبهم ولا يحتاجون له مبررا لا يدركون له شروطا أو قيودا إنهم يحبون وحسب د / شريف أبو فرحة علمتني الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من نحن

authorمرحبا، أسمي محمد وهذه مدونتي أسعى دائما لأقدم لكم أفضل المواضيع الخاصة بالتكنلوجيا
المزيد عني →

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *